مقارنة بين نصوص السنة والقرآن..
تبين من خلال البحث المستفيض السابق التّعاليم الشريعة الإسلام السمحة والتي كان لها من أسمها الحظ الأوفر والأكبر، ومن العجيب والغريب أن نجد من اتباع الديانات الأخرى هجمة شرسة على ديننا الحنيف بزعم أنه دين تطرف وإرهاب، مع تشكيكهم واتهامهم بأن الإسلام انتشر بحد السيف، وهذا جعلنا نعقد هذه المقارنة بين النصوص لإرجاع الموازين لنصابها لأحقاق الحق ودحض الباطل، ولو كره الكافرون.
فالإسلام هو دين السلام الذي لا يدانيه أي نظام وضعي أو غيره، فالإسلام جاء بالسلام وليس بما يحاول تروجيه أعداء الاسلام .
وهنا أقول لهم هل مبادئ التسامح والمحبة التي تروجون لها وتحاولون الاتصاف بها ونشر بعض الأسفار المتعلقة بها يتوافق مع نصوصكم وتعاليمكم
فالكتاب المقدس الموجود بين أيديهم هو أكثر الكتب على وجه الأرض دعوة للعنف فهو الكتاب الوحيد الذي يأمر بقتل الأطفال والنساء والبهائم والعجائز ومخالفيه والحث على الإبادة الشاملة وشق بطون الحوامل وقتل الرضع وفضح النساء ونهب البيوت بينما لا يوجد في القرآن نص واحد يدعو لذلك
وبالرجوع الى نصوص الكتاب المقدس نجد ما يلي
إذا بحثت عن كلمة سيف فى الكتاب المقدس ستجد أنه ذكر أكثر من 400 مره… بينما لم يذكر السيف القران ولو لمرة واحدة.
ونجد نصوصا كثيرة تدعو للعنف وتحث عليه
نصوص تحث على العنف والارهاب في الكتاب المقدس
في انجيل لوقا 22: 37 على لسان المسيح ابن مريم عليه السلام “فَقَالَ لَهُمْ “يسوع”: لَكِنِ الآنَ مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذَلِكَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفاً“.
وفي انجيل لوقا 12: 49-53” على لسان المسيح ابن مريم عليه السلام جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا“
وفي انجيل متى 10: 34-35 على لسان المسيح ابن مريم عليه السلام” لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا”
وفي انجيل لوقا 19: 27 على لسان المسيح ابن مريم عليه السلام.. “أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي“…..)
وفي سفر حزقيال 9:5 لأولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا لا تشفق اعينكم ولا تعفوا الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك ولا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي فابتداوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت* 7 وقال لهم نجسوا البيت واملاوا الدور قتلى اخرجوا فخرجوا وقتلوا في المدينة.
وفي سفر إرمياء 48/10 “ملعون من يمنع سيفه عن الدم”
وفي سفر إشعيا 13: 16 يقول الرب: “وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم“
إذا كان الكتاب المقدس يدعوا لفضح عورات النساء وقتل الطفل أمام أبيه (أي ذنب هذا الذي يعاقب عليه الطفل) أي ذنب الذي يستحق ان يقتل ابنك امامك وأي دين يدعوا لنهب البيوت… الحمد لله على نعمة الاسلام
وفي سفر العدد 31: 17-18 “فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ”
وفي سفر يشوع 6: 22-24 ” وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ – حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ…. وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ“
وفي سفر يشوع 11: 10-12 “وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ. وَأَحْرَقَ حَاصُورَ بِالنَّارِ. فَأَخَذَ يَشُوعُ كُلَّ مُدُنِ أُولَئِكَ الْمُلُوكِ وَجَمِيعَ مُلُوكِهَا وَضَرَبَهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمَهُمْ كَمَا أَمَرَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ.
وفي سفر صموئيل الأول 15: 3 – 11 “فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً وَأَمْسَكَ أَجَاجَ مَلِكَ عَمَالِيقَ حَيّاً, وَحَرَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِحَدِّ السَّيْفِ”
وفي سفر أخبار الأيام الأول 20: 3 “وَأَخْرَجَ داود الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ”
وفي سفر المزامير 137: 8-9 يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!”
وفي سفر حزقيال 9: 5-7
“لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا. فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ”
فهذه النصوص تشمل كل أنواع التطرف والعنف والبطش والإرهاب الشامل من قتل وفتك وتنكيل وقمع إبادة واستخدام كافة الأسلحة المتاحة ، وقد طبق هؤلاء جميع ما ذكر بالحرف، فأي محبة يدعون إليها وأي سلام ينادون به، وأي ألفة يمارسونها، والواقع اليوم، والتاريخ بالأمس يكذب كل هذه الدعاوى، لقد فضح التاريخ زيفكم، ودّون وسطر جرمكم بالدماء، ولعل الحملات الصليبية والتي ذهب ضحيتها الملايين لأكبر شاهد على ذلك، وأما ما سبق تلك الحملات وما اعقبها فحدث ولا حرج:
فشارلمان هو ملك الفرنجة وحاكم إمبراطوريتهم بين الأعوام 768 و800 للميلاد. وهو إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة بين الأعوام 800 و814 ميلادية، فرض المسيحية على الشعوب بحد السيف.
وفي الدانمارك استأصل الملك كنوت Cnut الديانات غير المسيحية من بلاده بالقوة والإرهاب.
وفي بروسيا فرضت جماعة إخوان السيف[1] Bretheren Of The Sword المسيحية على الشعب فرضاً.
وفي جنوب النرويج ذبح الملك أولاف ترايجفيسون كل من أبى اعتناق المسيحية، أو قطع أيديهم وأرجلهم ونفاهم وشردهم، حتى انفردت المسيحية بالبلاد.
وفي روسيا فرض فلاديمير Vladimir عام 988 م المسيحية على كل الروس، سادة وعبيداً، أغنياء وفقراء، غداة اعتناقه لها.. ولم يعترف فيها بإمكانية تعدد الاديان إلا في مرسوم صدر عام 1905 م !..
وفي الجبل الأسود بالبلقان ـ قاد الأسقف الحاكم دانيال بيتروفتش D.Petrovich عملية الذبح غير المسيحيين – فمن فيهم من المسلمين، ليلة عيد الميلاد عام 1703 م.
وفي المجر أرغم الملك شارل روبرت غير المسيحيين على التنصر أو النفي من البلاد عام 1340 م.
وفي إسبانيا قبل الفتح العربي، كان المذهب الكاثوليكي، وأقسم الملوك على تنفيذ هذا القانون..
وحينما امتد نفوذ ونهج الحضارية الغربية هذا، شهد التاريخ هذا القهر والإكراه والاضطهاد.. فاليعاقبة في مصر والشرق، اضطهدهم الارثوذكس الملكانيون، بالقتل والنفي والتشريد..
وقتل جستنيان الأول [527 – 565 م] مائتي ألف من القبط في مدينة الاسكندرية وحدها، حتى اضطر من نجا من القتل إلى الهرب في الصحراء.
وفي أنطاكية حدث نفس القهر والاضطهاد لغير المسيحيين، ولمعتنقي غير مذهب الدولة الرومانية من المسيحيين.
وفي الحبشة قضى الملك سيف أرعد [1342 – 1370 م] بإعدام كل من أبى الدخول في المسيحية أو نفيهم من البلاد، وصنع ذلك الملك جون في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي.. ناهيك عن مأساة مسلمي الأندلس على يدي فرديناندو إيزابيلا.
لقد سنت الحضارة الغربية سنة الإكراه في الدين، واتخذت القهر في أبشع صوره، سبيلاً لانفراد المسيحية بساحة التدين، بل وانفراد مذهب واحد من مذاهبها بعقائد الذين أكرهوا على الإيمان، وكان شعارها كلمة [الوصية] المنسوبة إلى القديس لويس، والتي تقول: [عندما يسمع الرجل العامي أن الشريعة المسيحية قد أسيء إلى سمعتها، فإنه ينبغي ألا يذود عن تلك الشريعة إلا بسيفه الذي يجب أن يطعن به الكافر في أحشائه طعنة نجلاء][2]
في القرن الرابع الميلادي عارض آريوس القول بألوهية المسيح مما دعا لعقد مجمع (نيقية) عام 325 ميلادية. وقرر هذا المجمع إدانة آريوس وإحراق كتبه وتحريم اقتناءها، وخلع أنصاره من وظائفهم والحكم بإعدام كل من أخفى شيئا من كتابات آريوس وأتباعه.
ثانيا: في عهد إديوسيس سنة 395 ميلادية ظهرت لأول مرة محكمة التفتيش، وتم تنظيمها فيما بعد في القرن الثاني عشر وكان أعضاؤها من الرهبان، وكانت وظائفهم اكتشاف المخالفين في العقيدة، وكان لهم سلطان كبير.. فلا يسألون عما يفعلون. (كالرب).
وتاريخ محكمة التفتيش هو تاريخ الاضطهاد الديني في أقصى صورة وقتل حرية الفكر بأبشع أسلوب.
وفي القرون التالية: تعرض للشنق والإحراق والإعدام جماعات كثيرة لأنهم في نظر الكنيسة وكهنتها هراطقة. لأنهم لا يؤمنون بما تؤمن به الكنيسة.
وكثيرا ما كانت تلجأ الكنيسة إلى الإعدام البطيء، مبالغة في التعذيب، إذ كانت تسلط الشموع على جسم الضحية.. وتخلع أسنانه كما فعل ببنيامين كبير أساقفة مصر لأنه رفض الخضوع لقرارات مجمع (خلدقونية).. وقرارات المجمع كانت تقول: إن للمسيح طبيعتين: طبيعة إلهية، وطبيعة إنسانية. ولكن النصارى في مصر رفضوا هذا وقالوا: إن للمسيح طبيعة واحدة ومشيئة واحدة. (فالمسيح هو الله، والله هو المسيح).
وكان الإعدام يطبق بصورة بشعة من التعذيب، كالكيّ بالنار والضرب المبرح لعل المتهم أن يعترف أو يقر، فإن لم يعترف قـــًتـِــل.
وكان شعار المحاكم: المتهم مجرم حتى تثبت براءته. وليس المتهم برئ حتى تثبت إدانته.
وإذا اعترف المتهم بجريمته استمر تعذيبه قبل القضاء عليه.. لعله يعترف باسم أنصاره وشركائه.
وكانت القوانين تقضي أن يحمل الأبناء والأحفاد تابعة الجرم الذي يتهم به الآباء.[3]
ولا يفوتني غي نهاية هذا الفصل مقولة أحد الكتاب الرومانيين: إنني أرتعد كلما تذكرت ذلك الجلاد والخنجر الدموي بين أسنانه والمنديل يقطر دما بيده، وهو متلطخ اليدين إلى نهاية المرفقين بالدم، يسحب واحدا بعد واحد من المساجين كما يفعل الجزار بالغنم.
والاستطراد في هذا الباب سوف يطيل الخطاب وسوف يخرجني عن مقصودي الذي من أجله صنفت هذا الكتاب.
متحف الجماجم
هل بلغك خبر متحف الجماجم ؟ وما أدراك ما متحف الجماجم؟ إنها رؤوس قطعت بالفؤوس، وهل تعلم أين يقع هذا المتحف؟
ربما تكون الصورة المطبوعة في ذهن الكثير من العرب وغيرهم عن مدينة باريس، تتمثل في الشوارع الصاخبة التي تناثرت المقاهي على جنباتها، والقصور التاريخية ذات الحدائق البرّاقة، والمتاحف والمسارح الفنية، والأشجار السارحة المصطفّة على ضفاف نهر السين العذب؛ غير أنّ تلك الصورة قد تهتزّ حين تعلم أنّ أزيد من 18 ألف جمجمةٍ بشرية تعود إلى قادة وثوار عرب من سوريا ومصر شرقًا إلى تونس والجزائر غربًا تتباهى فرنسا بعرضها في متحف الإنسان.
هذه القصة كانت حبيسة رفوف المتحف الفرنسي وحبيسة الروايات التاريخية التي تتحدث عن اختطاف آلاف الرؤوس البشرية بالجزائر إبان الاحتلال الفرنسي، إلى أن أُثيرت القضية لأوّل مرّة في مارس (أذار) 2011 عن طريق الباحث الجزائري علي فريد بلقاضي.
وفي أكتوبر (تشرين الأوّل) 2016، بثّت قناة «فرنسا 24» الفرنسية، تقريرًا كشفت فيه لأوّل مرّة عن وجود أكثر من 18 ألف جمجمة؛ محفوظة بمتحف الإنسان في باريس؛ منها 500 فقط جرى التعرف على هويات أصحابها، من ضمنهم 36 قائدًا من المقاومة الجزائرية أبرزهم الشيخ بوزيان وشريف بوبغلة، وسي موسى الدرقاوي المحارب المصري الذي ساند المقاومة الجزائرية؛ وسي مختار بن قويدر الطيطراوي، والرأس المحنطة لعيسى الحمادي الذي كان ضابطًا لدى شريف بوبغلة، وكذلك رأس الضابط محمد بن علال بن مبارك، الذراع اليمنى للأمير عبد القادر؛ والذين قُتلوا ثم قُطعت رؤوسهم من قبل قوات الاستعمار الفرنسي أواسط القرن التاسع عشر، وكانت تلك الصور التي بثتها القناة الفرنسية الأولى من نوعها.
لقد تغافل الرئيس الفرنسي بعد تصريحاته الأخيرة المؤيدة للرسومات المسيئة لنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، والذي زعم فيها أيضا أن الإسلام يعيش أزمة حقيقية!!!
لقد تغافل الرئيس عن هذا المتحف الذي هو نموذج من نماذج التطرف والإرهاب عبر التاريخ الفرنسي الدامي. وتغافل عن التاريخ المسطر بالدماء خلال الاستعمار الفرنسي!
وكما جاء في المثل العربي: «رمتني بدائها وانسلت»، أي عيرتني بعيب هو فيها وذهبت، أو ألصقت بي تهمة هي صاحبتها وغادرت،
أن تاريخكم وأيدكم ملطخة بدماء الأبرياء، وعليه يجب أن تكون صادقين مع أنفسكم قبل غيركم، وخصوصا قبل تصريحاتكم الرسمية.
ولا يمكن لشخص فقد الإنسانية أن يلقي علينا دروسا فيها ففاقد الشيء لا يعطيه
لقد أفادت «الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان»، المستقلة عن الحكومة، بمناسبة مرور 54 سنة على استقلال البلاد 5 يوليو (تموز) 1962، أن الجزائريين الذين قتلهم الاستعمار الفرنسي من بداية الاحتلال عام 1830 إلى 1962، يفوق 9 ملايين شهيد. واستندت في ذلك إلى كتابات وتصريحات خبراء بالتاريخ، فرنسيين وجزائريين، ومن بينهم المؤرخ اليساري جاك جوركي الذي يخبرنا بأن فرنسا قتلت 10 ملايين خلال الحقبة الاستعمارية. كما ذكر الباحث في التاريخ، الجزائري محمد الحسن زغيدي أن عدد الشهداء يفوق 9 ملايين».
وتمثل الإحصائية الرسمية مليون ونصف المليون شهيد، خلاصة بحوث حول قتلى الجزائر خلال حرب التحرير التي دامت 7 سنوات (1954 – 1962). أما عن الفترة بين 1830 و1954 فلا يعرف عدد الجزائريين الذين سقطوا خلالها بسبب الاستعمار، على الرغم من أن المئات من المعارك والمقاومات قامت ضد الاحتلال، وبخاصة في الأرياف خاضها قادة بارزون ضد الاحتلال، أهمهم الأمير عبد القادر الجزائري مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، ومعارك الشيخ المقراني ولالا فاطمة نسومر.
[1] هي جماعة عسكرية أنشأها ألبرت الأسقف الثالث، وقام البابا انوسنت الثالث بوضع مرسوم يؤسس الجماعة للمرة الثانية في عام 1204. وشملت عضوية الجماعة الرهبان المحاربين الألمان الذين قاتلوا الوثنيين البلطيقيين في منطقة دول البلطيق الحديثة. وشملت أسماء الجماعة الأخرى فرسان المسيح، أخوة السيف، وميليشيا المسيح الليفونية
[2] انظر ((كتاب الدعوة إلى الإسلام)) لآرنولد ص 30 – 32، 72، 73، 122 – 124، 135 – 136، 141، 143، 156، 223، 226، 274، 276. ترجمة د. حسن إبراهيم حسن، د. عبد المجيد عابدين، إسماعيل النحراوي)) و ((الغزو الفكر)) للدكتور محمد عمارة.
[3] انظر (التاريخ الوجيز لمحاكم التفتيش بإسبانيا) لجوزيف بيرز ترجمة مصطفى أمادي
ومقال محاكم التفتيش ـ وإبادة المسلمين في الأندلس لفراس نور الحق.
كتبه المشرف العام لمنصة إنسان : الشيخ رائد صبري أبو علفة.
يتبع…