القوات المسلحة الثورية الكولومبية
قوات كولومبيا المسلحة الثورية (بالإسبانية: Fuerzas Armadas Revolucionarias de Colombia، اختصارا: فارك)، تنظيم ثوري يساري مسلح، يحارب حزب المحافظين الحاكم في كولومبيا، وتسيطر الحركة على مساحات واسعة من البلاد وتستعمل أسلوب حرب العصابات.
نشأتها
القوات المسلحة الثورية الكولومبية:
أُسس التنظيم في سنة 1964 كجناح عسكري للحزب الشيوعي الكولومبي وكحركة عسكرية تعتمد حرب العصابات كاستراتيجية له. في فترة الثمانينات تورط التنظيم في تجارة المخدرات مما أدى إلى انفصال بين الحركة والحزب الشيوعي الكولومبي. تقدر اعداد المنضمين إلى الحركة حسب التقديرات الحكومية الكولمبية ما بين ستة آلالف وثمانية آلالف جندي. ينتشر التنظيم في 15 إلى 20 % من اراضي كولومبيا في مناطق الغابات والأدغال والمناطق الجبلية في سفح جبال الانديز ومنها يشن هجمات حرب عصابات بين الحين والآخر.
أدرجت المنظمة في لائحة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وبرلمان أمريكا اللاتينية وكندا سنة 2005، بينما ترفض كل من فنزويلا وكوبا هذا التصنيف وكان يطالب الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز باعتبار الحركات اليسارية الثورية قوات محاربة لان ذلك من شانه ان يضطر الحركة إلى ترك اعمال الخطف والارهاب من اجل احترام اتفاقيات جنيف . في بداية مارس 2008 قامت القوات الكولمبية بالهجوم على أحد معسكرات فارك داخل الاراضي الإكوادورية وقتلت راؤل رييس الرجل الثاني في التنظيم والمتحدث الرسمي باسم الحركة مما تسبب في ازمة دبلوماسية حادة بين الإكوادور وكولمبيا وبين فنزويلا وكولمبيا وكاد ان يتسبب في حرب إقليمية وتبع ذلك اغتيال ايفان ريوس أحد قادة الحركة على ايدي أحد اتباعه وقد شكلت هذه الأحداث أكبر ضربة عسكرية للحركة في الاربعة عقود الماضية.
لمحة عامة
القوات المسلحة الثورية الكولومبية:
تعلن الحركة نفسها حركة سياسية عسكرية ماركسية لينينية، يقودها مانويل مورلاندو وستة آخرون من بينهم راؤل رييس المغتال في أول مارس 2008. وتعلن الحركة نفسها أنها المدافع عن الفقراء في الريف الكولمبي ضد الطبقات الأكثر ثراء. وتحارب النفوذ الأمريكي في كولمبيا، والشركات متعددة الجنسيات وخصخصة الموارد الطبيعية، وذلك من اجل التمهيد لثورة يسارية مسلحة. تمول عملياتها العسكرية من عمليات الخطف والابتزاز وتجارة المخدرات. وتعلن الحركة انها مستعدة لعمل حوار مع الحكومة الكولمبية من اجل انهاء الأزمة في البلاد، ولكن تحت شروط معينة منها: تحديد مكان اعتقال جميع اعضاء الحركة المعتقلين، وإطلاق سراحهم كلهم، ولكن في نفس الوقت تعلن الحركة انها ستواصل القتال من اجل تحقيقي اهدافها الثورية والنضالية. يعد كثير من النقاد ان حركة فارك تحولت عن الكثير من اهدافها الثورية في بداية النزاع، فخطف المدنيين وابتزازهم وزرع الالغام ومهاجمة الاهداف المدنية وتجارة المخدرات وتجنيد الاطفال طبقا لنظام فارك فإن أي فرد فوق ال11 عام مؤهل لحمل السلاح والقتال. ولذلك لا يمكن القبول بأي من هذه الأعمال أن تعد جزءاً من الاهداف الثورية للحركة. اذ يعد حوالي من 20 إلى 30% من مقاتلي الحركة أطفالا تحت سن ال18 عام.
المصالحة مع الحكومة
فى 24 أغسطس عام 2016 قام كل من الرئيس الكولومبى المنتخب خوان مانويل سانتوس بتوقيع اتفاقية من 297 صفحة مع رودريغو لوندونيو زعيم حركة فارك و تحت رعاية الرئيس الكوبى راؤول كاسترو، يتضمن الاتفاق اعتراف حركة فارك بالحكومة الكولومبية المنتخبة مقابل سماح الحكومة لهم بتشكيل حزب سياسى ودفع تعويضات للمقاتلين بعد تسليم سلاحهم واحتفاظ فارك بعدد من مقاعد البرلمان بدون انتخاب لدورتين برلمانتين ❉.
وقرر الرئيس الكولومبى اخضاع الاتفاق لاستفتاء الشعب ليضيف عليه اكبر شرعية ممكنة، غير ان الاستفتاء غير ملزم للرئيس الذى وقّع بالفعل على الاتفاقية، و تمت اقامة الاستفتاء فى يوم الاحد الثانى من اكتوبر 2016 وبهذا انتهت الحرب الاهلية التى استمرت قرابة النصف قرن ❉.
الكاتب: غير معروف