الأصل في المسلم نصرة أخيه المسلم ضد من يعتدي عليه حتى لو كان الاعتداء من طائفة مسلمة كما جاء في القرآن الكريم .
مناقشة الغُلاة في مفهوم النصرة والتزام المعاهدات الدوليّة:
•الأصل في المسلم نصرة أخيه المسلم ضد من يعتدي عليه حتى لو كان الاعتداء من طائفة مسلمة كما جاء في القرآن الكريم .
•يُستثني من ذلك وجود معاهدة مع غير المسلمين بسبب المصلحة وترجح بقاء هذه المعاهدة أياً كان طرفها الآخر ، فإن وقوع الاعتداء أو الخصومة مع طائفة مسلمة لا يلزم منه تقديم واجب النصرة على واجب الالتزام بالمعاهدة .
•حقوق النصرة والولاء لا تُقدم على حق الحفاظ على عقد العهد والأمان مع غير المسلمين لقوله تعالى : وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق
وهذا دليل صريح يعطي حكماً وحقاً على وجوب أن تحفظ الأمة المسلمة عهدها وتقدمه على واجب النصرة لتلك الأمة المسلمة المعتدى عليها من قبل الدولة التي هي عاهدتها ، وهذه من الآيات المحكمات التي نزلت في فترة القوة لا الضعف فهي نزلت في أعقاب غزوة بدر أي في أعقاب النصر المؤزر الظافر الذي نصر الله ـ نبيه وأصحابه كما جاء في الآية:ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون
فهم الآن في موضع منعة في موضع قوة وانكسرت قريش وذلت أي كفار قريش ومع ذلك استثنى الله سبحانه مسألة مراعاة العهد وقدمه على واجب النصرة الذي هو من المتعلقات بمسألة الولاء والبراء ومن مقتضياتها.
•هذا هو ما يتلائم مع نصوص السنة النبوية العملية ، فالواقع العملي في العصر النبوي يفسر مدلول الآية فسنة النبي – صلى الله عليه وسلم – هي التفسير والتطبيق العملي للقرآن وبالتالي تكون حجتها قوية وصريحة ولا يجادل فيها إلا مكابر أو منازع .
•كما أن الشريعة الإسلامية علقت على ولي الأمر أو الحاكم أحكاماً شرعية مختصة به ومن ينيبه مثل أمر السلم والحرب والمعاهدات والمواثيق ونقضها ومن يعادى ومن لا يعادى ومن يدخل بلد المسلمين ومن لا يدخل كلها متعلقة بحقوق ولي الأمر وليس لآحاد الناس الخروج عن طاعة ورؤية ولي الأمر في ذلك فالشريعة منضبطة والسياسة الشرعية تمنع الفوضى .
•الأصل في عدم جواز تكفير المعين بالشبهة لا سيما في قضايا ملتبسة كالولاء والبراء وتفاصيل السلم والحرب والمعاهدة مما لا يحسن التعامل معه إلا العلماء الراسخون واختصاص القضاء والمحاكم الشرعية بمسألة تكفير المعين وتبعات الحكم ، فأصل بلاء الجماعات المتطرفة والشباب المغرر بهم هو استخدام شعارات الولاء والبراء كوسيلة جذابة لاستقطاب الشباب إضافة إلى رفع سلاح التكفير ضد المخالفين ، فهذه الجماعات بجانب إظهار مسألة الولاء والبراء يخلطون مع ذلك تكفيرٌ لحكام المسلمين وإضعاف ولائهم للدين لإقناع الشباب إلى التحلل من البيعة لإمامه وهجر أرضه و بلده والالتحاق بهم، وكل ذلك مبني على أصول مخالفة للشريعة كما تمّ بيانه باختصار .
•يقول الغلاة أن الدول الإسلامية لا تنصر المسلمين ، والعجيب أن أغلب عملياتهم الإجرامية داخل بلاد المسلمين وبين المسلمين – وهذه العمليات من هذه العصابات محرمة سواء في بلاد المسلمين أو غيرها – فهل هم ينصرون المسلمين ؟ أم أنهم أعداء للإسلام والمسلمين ؟ ، والدول الإسلامية قدّمت واجب النصرة فيما تستطيع وفيما تسمح به المعاهدات والأنظمة لكل شعب مسلم أصيب بفتنة أو بلاء .