«أنتي بالاكا» مليشيا مسيحية مسلحة في جمهورية أفريقيا الوسطى، تخوض منذ العام 2013 حربا شرسة على المسلمين الذين تعرضوا لما وصفته منظمات حقوقية بأنه تطهير عرقي.
تعرف مليشيا «مناهضو بالاكا» أو «أنتي بالاكا» أو «مناهضو السواطير» بلغة السانغو، بمليشيا الدفاع الذاتي، وقد دعمها بقوة الرئيس المسيحي فرانسوا بوزيزيه الذي حكم خلال الفترة بين عامي 2003 و 2013، وتضم في صفوفها بعض جنود الجيش الذين خدموا في عهده، إضافة إلى عناصر مسيحية ووثنية. كما تتهم إحدى الدول الأجنبية بتمويلها.
التأسيس
تأسست مليشيا «أنتي بالاكا» عام 2009 من طرف قرويين مسيحيين ضد من تصفهم المليشيا بـ «العصابات المسلحة» و «اللصوص وقطاع الطرق»، وظهرت عام 2013 مناصرة للرئيس بوزيزيه الذي أطاحت به حركة «سيليكا» التي تأسست عام 2012.
ففي مارس / آذار 2013 ازداد التوتر بين المسلمين والمسيحيين بعد سيطرة حركة سيليكا على السلطة عقب الإطاحة بالرئيس بوزيزيه، لتدخل البلاد في أسوأ أزمة تواجهها منذ استقلالها عام 1960، ترجمت إلى مجازر جماعية.
وأجبِر زعماء حركة سيليكا – التي تشكلت في أغلبها من المسلمين – على الاستقالة في ظل ضغوط دولية في يناير / كانون الثاني 2014.
واتهم الرئيس السابق ميشال جوتوديا (2013–2014) سلفه بوزيزيه بتمويل «أنتي بالاكا»، وقال عام 2013: أنا أعرف الكثير من الأشخاص الذين كانوا يذهبون إلى البنك لسحب مبالغ ضخمة من المال أرسلت لهم من جانب بوزيزيه من فرنسا، لشراء السواطير وغيرها من الأسلحة لصالح تنظيم أنتي بالاكا
.
وفي حينها هدد وزير السياحة السابق أباكار سابون بأنه: ما لم تتوقف فرنسا عن دعم مليشيا أنتي بالاكا فسيشنون تمردا ضد الفرنسيين، ويقسّمون أفريقيا الوسطى إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي
.
وأعلنت مليشيا «أنتي بالاكا» في نوفمبر / تشرين الثاني 2014 أنها ستلقي سلاحها وتنخرط في العمل السياسي، وكان ذلك خلال اجتماع عقدته في العاصمة بانغي.
الهيكلة
باتريس إدوارد نغيسونا هو المنسق السياسي لمليشيا أنتي بالاكا، وجناحها السياسي هو «الجبهة الشعبية لأفريقيا الوسطى».
استهداف المسلمين
مارست مليشيا «أنتي بالاكا» عمليات قتل وصفت بالوحشية ضد المدنيين المسلمين، وتضمنت جرائم حرق الجثث وبتر الأعضاء وتدمير المساجد وتهجير أعداد كبيرة من السكان المسلمين.
ومنذ استقالة الرئيس السابق ميشال جوتوديا في يناير / كانون الثاني 2014، قتلت هذه المليشيا مئات المسلمين في العاصمة بانغي وخارجها، مما أجبر عشرات الآلاف من الساكنة المسلمة على الفرار إلى دول الجوار.
وأكدت لجنة للتحقيق تابعة لمنظمة الأمم المتحدة مطلع العام 2015 أن المليشيات المسيحية نفذت عملية تطهير عرقي بحق المسلمين أثناء الحرب الأهلية الدائرة في البلاد. كما أعلنت منظمة العفو الدولية أن الحركة تمارس تطهيرا عرقيا بحق المسلمين.
وبحسب مصادر أممية وإغاثية فإن الهجمات التي شنتها «أنتي بالاكا» ضد المسلمين في بلدة بانغاسو على الحدود الكونغولية يومي 12 و 13 مايو / أيار 2017، أدت إلى مقتل ثلاثين شخصا. كما أسفر هجوم على قاعدة أممية عن مقتل جنود، بينهم جندي مغربي
الإعداد: الجزيرة.نت